• النفط يتخلى عن مكاسبه ويسجل أول هبوط شهري في 6 أشهر

    03/03/2018

     «الاقتصادية» من الرياض

    هبطت أسعار الخام الأمريكي أمس مواصلا خسائره لليوم الرابع مع استمرار هبوط الأسهم الآسيوية، حيث لا تزال الحركة البيعية في أسواق الأسهم تضغط على سعر الخام، خاصة بعد أنباء متواترة عن نية الولايات المتحدة فرض رسوم على واردات الصلب والألمنيوم أثارت مخاوف من حرب تجارية.
    ووفقا لـ "رويترز"، فقد انخفض خام القياس العالمي مزيج برنت سنتين إلى 63.81 دولار للبرميل بعد أن ظل خلال معظم الجلسة مرتفعا قليلا، فيما جرت تسوية العقد على انخفاض بلغ 1.4 في المائة الخميس مسجلا أدنى مستوى في أسبوعين. وسجل برنت هبوطا أسبوعيا نسبته 5.2 في المائة، في الوقت الذي انخفض فيه خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 11 سنتا، أو ما يعادل 0.2 في المائة، إلى 60.88 دولار بعد أن لامس أدنى مستوى في أسبوعين عند 60.18 دولار يوم الخميس الماضي، وبذلك يسجل الخام الأمريكي أول خسائره الشهرية في شباط (فبراير) للمرة الأولى في ستة أشهر.
    وعندما حل الأول من شباط (فبراير)، أصبح الخامان القياسيان على مقربة من أعلى مستوياتهما منذ كانون الأول (ديسمبر) 2014، حيث وصل سعر مزيج برنت إلى 69.65 دولار للبرميل، فيما بلغ خام غرب تكساس الوسيط 65.80 دولار للبرميل.
    لكن بحلول نهاية الشهر المنصرم وتحديدا في الثامن والعشرين من شباط (فبراير)، سجل الخام الأمريكي انخفاضاً بنسبة 4.6 في المائة، بعد ستة أشهر متتالية من المكاسب، فقد سجل خام برنت 66.38 دولار للبرميل، فيما سجل غرب تكساس الوسيط الأمريكى نحو 62.69 دولار للبرميل.
    وأوضحت مصادر في القطاع، أن انخفاض الأسعار يرجع أيضاً إلى بيع لجني الأرباح في نهاية الشهر بعدما صعد النفط لأعلى مستوى في ثلاثة أسابيع في وقت سابق من الأسبوع الحالي، غير أن النفط ما زال يواجه ضغوطاً بسبب صعود مؤشر الدولار لأعلى مستوى في خمسة أسابيع.
    وتأثرت أسعار النفط في الأسبوع الماضي بالمخاوف بشأن تباطؤ الاقتصاد العالمى بعدما أعلنت الصين أن نمو إنتاج المصانع في شباط (فبراير) هو الأدنى منذ تموز (يوليو) 2016، كما تأثر نشاط الشركات بسبب عطلة أسبوع السنة القمرية في الصين.
    وفى اليابان، ثالت أكبر اقتصاد في العالم، انخفض الإنتاج الصناعي في كانون الثاني (يناير) إلى أدنى مستوى منذ الزلزال المدمر الذي وقع في آذار (مارس) 2011 ما يلقي الضوء على ضعف الطلب وتراكم المخزونات.
    وتعرض الذهب الأسود لضغوط قوية من تسارع الإنتاج الأمريكي من النفط، وتعافي قيمة الدولار، إضافة إلى ارتفاع المخزونات ومنصات التنقيب عن الخام في الولايات المتحدة.
    وأظهر استطلاع للرأي، أن محللي أسواق النفط يتوقعون زيادة أسعار الخام بوتيرة مستقرة في العام الحالي على أن تظل في نطاق محدود بفعل زيادة إنتاج الخام الصخري الأمريكي من جانب وقيود الإمدادات التي تفرضها منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" من جانب آخر.
    وأظهر استطلاع الرأي، الذي شمل 37 من مختصي الاقتصاد والمحللين، أن خام القياس العالمي مزيج برنت من المتوقع أن يسجل 63 دولارا للبرميل في المتوسط خلال العام الحالي، بما يزيد قليلا عن توقعات استطلاع سابق بأن يسجل 62.37 دولار للبرميل.
    وقالت آشلي بيترسن من "ستراتاس أدفيزورس" لاستشارات الطاقة "من المتوقع أن يكون مستوى التزام "أوبك" بتخفيضات الإنتاج المتفق عليها ووتيرة نمو إنتاج النفط الصخري العاملين الأساسيين الموجهين للأسعار في 2018".
    وأضافت بيترسن "من المرجح أن تكون الأسعار أكثر تقلبا في 2018 مقارنةبعام 2017 بفعل انتشار معنويات سلبية بشأن وتيرة النمو الأمريكي". وقد يتجاوز الإنتاج الأمريكي 11 مليون برميل يوميا في العام الحالي مع اقتراب الإنتاج بالفعل من معدل قياسي يتجاوز عشرة ملايين برميل يوميا. وشهد النفط ضغوطاً إنتاجية أمريكية بعد ارتفاعه هناك إلى مستوى قياسي جديد، حيث أظهر التقرير الشهري لإدارة معلومات الطاقة أن حجم إنتاج النفط في الولايات المتحدة بلغ 10.057 مليون برميل يومياً في الشهر الماضي، متجاوزاً المستوى القياسي المسجل في سبعينيات القرن الماضي. وكان أعلى مستوى قياسي مسجل فيما يتعلق بالإنتاج النفطي في الولايات المتحدة يبلغ 10.044 مليون برميل يومياً في شباط (فبراير) 1970، كما أن مخزونات الخام شكلت ضغطاً على الأسعار حيث ارتفعت بمقدار ثلاثة ملايين برميل خلال الأسبوع المنتهي في 23 شباط (فبراير) الماضي لتصل إلى 423.5 مليون برميل.
    وأوضح كالين بيرتش المحلل لدى "إيكنوميك إنتليجنس يونيت"، "حقيقة أن سوق النفط يهيمن عليها عدد كبير من شركات القطاع الخاص غير الخاضعة للتنسيق، وكثير منها يستفيد من انخفاض تكاليف الإنتاج أكثر من المنتجين في مناطق أخرى، تعني أن الولايات المتحدة ستظل لاعبا رئيسيا في المستقبل المنظور".
    في الوقت نفسه أظهرت أرقام لرئيس أبحاث "أوبك" في الشهر الجاري، أن المنظمة تقترب من تحقيق هدفها بخفض مخزونات النفط لدى الدول الصناعية إلى متوسط خمسة أعوام.
    وقالت السعودية، في الأسبوع الماضي، "إنها تأمل أن تتمكن "أوبك" وحلفاؤها من تخفيف قيود الإنتاج في العام المقبل وإيجاد إطار عمل دائم لاستقرار أسواق النفط بعد انتهاء مدة الاتفاق بين "أوبك" والمستقلين بقيادة روسيا". وتظهر البيانات أن إنتاج روسيا النفطي مستقر التزاما باتفاق خفض الإنتاج عند 10.95 مليون برميل يوميا في شباط (فبراير)، ودون تغير يذكر عن مستويات كانون الثاني (يناير).

حقوق التأليف والنشر © غرفة الشرقية